يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} .
وأؤكد هنا أن قتال الكافرين ليس لإكراههم على الإيمان، ولكن لتأمين حرِّيَّة الناس في عقائدهم، ولإقامة الحق والعدل، ورفع الظلم.
وهذه قضية شرحها المفكرون المسلمون في مقالات مستفيضات، فلا داعي هنا إلى تكرار هذا الموضوع، وأحيل على ما كتبت حوله في غير هذا الموضع من الكتاب.
بعد هذا أقول لطارحي السؤال: ألم تجتمع دول أوروبا المسيحية كلها، بقيادة رجال كنائسها لمحاربة المسلمين، فيما عرف في التاريخ بالحروب الصليبية، التي استمرت قرابة مئتي سنة، تأتي فيها جيوشهم الجرارة من بلدانها، لقتال المسلمين في بلادهم بأرض الشام؟! فأين هذا من محبة الله لكل البشر؟!
ألم تحتل الدول الاستعمارية الغربية النصرانية معظم بلدان العالم الإسلامي بالقوة تعاونها الكنائس النصرانية، وتبارك أعمالها، مع أنها كانت تنشر العلمانية والإلحاد والكفر بالله، وتنهب خيرات البلاد وتسخر رجالها؟!
وعن طريق الدول الاستعمارية نشرت الجمعيات التبشيرية مؤسساتها المختلفة في بلدان المسلمين؟!
فأين هذا من محبة الله لكل البشر؟!
يا دُعاة التبشير بالنصرانية، آمنوا بالإسلام فهو خير لكم، تنجوا يوم الدين من عذاب ربكم في جهنم وبئس المصير، وتدخلوا جنته دار كرامته التي أعدها سبحانه وتعالى للمتقين المؤمنين المسلمين.
* * *