ومن كفر بالله، في ربوبيته الواحدة، أو في إلهيته الواحدة، أو عصى أوامر الله ونواهيه، ولم يؤد حقوق الله عليه ظلم وأجرم، واستحق المؤاخذة والعقاب بنفسه، على مقدار استهانته أو تقصيره بأداء حقوق الله عليه، ولا يحمل مخلوقٌ ما كائناً من كان وزراً اكتسبه مخلوق آخر {كل نفس بما كسبت رهينة} ، وهذه قاعدة من قواعد الدين منزلة على إبراهيم عليه السلام فمن بعده من المرسلين، وفكرة تحمل عيسى عليه السلام الخطيئة عن غيره بتقديم نفسه للصلب، خرافةٌ لا أصل لها في قانون العدل الرباني، صنعها محرفو الديانة الربانية، التي جاء بها عبد الله ورسوله عيسى عليه السلام فمن بعده من المرسلين، وفكرة تحمل عيسى عليه السلام الخطيئة عن غيره بتقديم نفسه للصلب، خرافةٌ لا أصل لها في قانون العدل الرباني، صنعها محرفو الديانة الربانية، التي جاء بها عبد الله ورسوله عيسى عليه السلام.
(2) وقد أعطى الله عباده حقوقاً قسمها بينهما بحسب ما وهبهم، وكلفهم من الواجبات على مقدار ما وهب كلاً منهم.
فلكل ذي حياة حق في أن يحيا، وفي أن يكون له رزق، وفي أن يكون له من مطالب حياته ما يحتاجه له، طوال مدة رحلة امتحانه في الحياة الدنيا.
وعلى الناس جميعاً أن يصونوا له هذا الحق، ما لم يعمل عملاً يستحق عليه عقاباً، وقد يصل العقاب إلى عقوبة الطرد من الحياة الدنيا بالقتل.
هذا الحق يتساوى فيه الناس جميعاً، فهم فيه سواسية، بشرط أن لا يعتدي صاحب هذا الحق على حق الله، أو حقوق الآخرين من عباد الله، أو شيء من خلق الله.
ومن الحقوق التي يجب أن تبقى مصونة للإنسان في رحلة امتحانه، تأمين حريته الشخصية في أن يؤمن بما شاء، ويكفر بما شاء، وفي أن يفكر كما يشاء، ويختار لنفسه من الدين والاعتقاد ما يشاء، فلا يُكرَهُ ولا يُجْبَرُ على دينٍ ما، أو اعتقاد ما، لكنه بعد ذلك ملاحقٌ عند الله بالمسؤولية والحساب والجزاء، فإن اعتدى على غيره من أصحاب هذا الحق فأجبرهم