* ثالثاً: لقد تراجعت شعوب الأرض، ودول العالم المتحضِّر عن أفكار إلغاء العقوبات الجسدية، ولجأت في الآونة الأخيرة إلى إصدار قوانين بالعقوبات الجسدية حتى مستوى العقوبة القصوى، كالجرائم المتعلقة بنشر المخدرات وترويجها.
مع إقرارهم جميعاً استباحة ما تصنعه الحروب ذات الأهداف المدفوعة بالأنانيات غير النبيلة ولا الشريفة، من قتل وصور بشعةٍ جداً، تحرم من يصاب بها من بعض أعضائه وحواسه، وتعطله في الحياة، وتجعله من المعوقين، مع ما تجلبه له من آلام جسيمة.
* رابعاً: على طارحي السؤال أن يراجعوا تاريخ النصارى المملوء بمآسي القتل والاضطهاد الشنيع بكلّ أنواع التعذيب والإذلال، والتي منها قطع الأيدي والأرجل والأنوف والآذان، ومنها سملُ العيون وإطفاء نورها بالحديد المحمى،وغير ذلك، لإكراه النصارى ولا سيما المسلمون على ترك دينهم، والدخول في النصرانية.
وقد كان بين طوائفهم مثل ذلك أيضاً، بسبب الخلافات الدينية. ألا يذكرون ما صنعت محاكم التفتيش في أسبانيا؟
ألا يذكرون ما صنع رجال الكنيسة من حبس الألوف في أقبية مغلقة وجمعهم فيها كجمع سمك السردين في العلب، وتركهم فهيا حتى يموتوا وقوفاً متراصين، مختنقين جياعاً ظماءً؟
ألا يذكرون القسوة الشديدة التي عاملوا بها المسلمين في المستعمرات التي استعمرتها بعض الدول المسيحية لبعض بلدان المسلمين في الشرق الأقصى، واعترف بها بعض قادة المبشرين، وقد بارك رجال الكنيسة هذه الأعمال؟
* خامساً: لقد جرَّب المسلمون عبر تاريخهم العقوبات الجسديَّة الَّتي أمر الله بها، كالقطع والجلد والرجم، فكان من منافعها العظيمة