ضرر فيها ولا عدوان ولا ظلم ولا أذى، ولا مخالفة فيها لما أمر الله به، أو لما نهى عنه.

وأمّا ما لا حقّ للإنسان فيه فمن حقِّ المجتمع، بسلطته الإداريَّة أن يحجر على حرِّيته فيه.

أمثلة:

(1) من حق الإنسان العمل لكسب ما قسم الله له من رزق، لاستعماله فيما أمر الله به أو أذن فيه.

فهو إذن يملكُ الحرِّيَّة في العمل لكسب رزقه في المجالات التي لا ضرر فيها ولا عدوان ولا ظلم ولا أذى، ولا مخالفة لما أمر الله به ولما نهى عنه.

وعلى المجتمع أن يُتِيح َ له فُرْصة توجيه نشاطه وأعماله لكسب رزقه ضمن هذه المجالات، وأن لا يحجر على حرِّيته تلك، ومن ذلك ممْشَاه للحصول على عمل مأجور لدى الدولة، أو أَيَّة مؤسَّسة عامَّة، ومستحقُّ العَمَل هو الأكثر كِفَاية للقيام به، ما دامت الشروط العامَّة مُتَوافِرَةً فيه.

(2) ومن حق الإنسان ذي الباءة أن يتزوَّج، فهو إذن يملك الحرِّيَّة في أن يسعى في اختيار زوجة يستطيع الحصول على موافقتها وليّ أمرها، من اللَّواتي أذن الله في شريعته لعباده بأن يتَزَّوج منهنَّ.

وعلى المجتمع أن يُتِيحَ له فرصة السعي لاختياره الزوجة التي تلائمه، ضمن ما أذن الله به له ولأمثاله، وأن لا يحجر عليه حرِّيته في هذا المجال.

(3) ومن حقِّ الإنسان أَنْ يتزوَّد من العلم والمعرفة بما يشاء من كلّ نافع مفيد، أمر الله به أو أذن في تعلُّمه.

فهو إذن يملك الحرِّيَّة في أن يسعى في تحصيل العلم الذي يريد ضمن حدود الإذن الرَّبّاني.

وعلى المجتمع أن يُتِيحَ له فرصة السعي لتحصيل ما يشاء من علم مأذون به شرعاً، على مقدار ما يملك من قدراتٍ تمكِّنُه من ذلك التحصيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015