وهكذا إلى أمثلة كثيرة تُعْتَبَرُ من بدهيات قواعد الحقّ والعدل في مفاهيم كلّ الناس.

وقد خلق الله عزَّ وجلَّ الناس متفاضلين في الصفات والخصائص، وجعل مسؤوليَّة كلّ فردٍ حين يصل إلى درجة التكليف، محدودة بحدود ما وهبه الله من صفات وخصائص، ضمن الأُطُرِ العامَّة للتكليف، فلم يخلق الناس متساوين في الذكاء والغباء، ولا متساوين في القوة والضعف، ولا متساوين في الخصائص والصفات النفسية والجسديَّة، ولا متساوين في الوظيفة الاجتماعية.

إنَّ نظام الله في الخلْقِ قائم على قاعدة التفاضل، لا على قاعدة التساوي.

بعد هذا يتضح لكلّ ذي نظر أنَّ التفاضل في الخصائص والصفات يلائمه مبدأ العدل، ولا يلائمه مبدأ المساواة.

إنَّ مبدأ المساواة مع التفاضل في الخصائص والصفات والوظائف الاجتماعية ظلم وإفسادٌ في الأرض عريض.

وأُسائِلُ طارحي الأسئلة، من المؤسسة التبشيرية العاملة تحت تنظيم "الآباء البيض" قائلاً: هل المراتب الدينيَّة في السلك الكنسيّ النصراني قائمة على مبدأ المساواة، أو على مبدأ التفاضل، من درجة الشمّاس، حتى درجة البابا؟!

ويظهر أن واضعي الأسئلة التشكيكيَّة من منظمة التبشير المذكورة قد وقعوا فريسة الخديعة اليهودية التي أطلق اليهودي فيها شعارَيْ الحرّية والمساواة، بصورة تعميميَّة مُضَلِّلة، ولم يدركوا أغراض قادة اليهود من إطلاق هذين الشعارين، اللََّذين يُرَادُ منهما تدميرُ المجتمعاتِ البشرية، ونُظُمِها الإدارية، وأوَّل ما دمَّروه بالحريّة أُسُسُ المجتمعات النصرانية، وكثيرٌ من أركانها.

ومن العجيب أن يقوم رجال الكنيسة أنْفُسُهم بترويج هذين الشعارين محقِّقين به في شعوبهم وفي كنائسهم أهداف المكر اليهودي الرامي إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015