(4) وأخيراً أيْنَ نجد الترابط المنطقيّ لله والذي خلَق البشر وأحبَّهمه جميعاً، بينما نجد - كما في النصوص القرآنيّة - يحثُّ على قتال الكفار؟.
(
5) وفي الدولة الإسلاميّة الّتي تُطَبَّقُ فيها الشريعة، هل التعدّديّة (في كافّة صورها الدينيّة والثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة والعائليّة) هل ستعتبر هذه التعدّديَّة رحْمةً إلهيَّةً تضمن الحرّيّة والمساواة، أم إنّه ستفرض الشريعة على الجميع بشكل ديكتاتوري، كما نراها حاليّاً في كثير من الدُّول الإسلاميّة؟
* * *
هذا هو نصُّ أسئلتهم التشكيكيّة، وأجيب عليها في هذا الفصل بإيجاز بمعونة الله وتوفيقه.
* * *
(2)
مقدمة عامة
الحمد لله ربّ العالمين، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفُواً أحد، ولم يتَّخذ صاحبةً ولا ولداً، ولم يكن له شريك في الملك، ولا شريك له في ربوبيته ولا في إلهِيّته، سبحانه وتعالى عن كل ذلك، وتنزه عن الحلول والاتحاد بشيء مما خلق، وكل ما سواه خلقٌ من خلقه.
والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى إخوانه نوح وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل وموسى وعيسى، عبادِ الله وأنبيائه ورسله، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يخلق الناس في هذه الحياة عبثاً ولا باطلاً، ولم يخلق كونه لعباً ولا لهواً، بل كلّ خلقه وأمره وتصاريفه في كونه