سواء أكانت فكرية أم نفسية أم خلقية أم سياسية، وسواء أكانت فردية أم اجتماعية.

وكان هذا الواقع في المسلمين المباين لتعاليم الإسلام من أبرز الأسباب التي مكنت عدوها من أن يجد لنفسه ثغرات في صفوف المسلمين، ينفذ منها إلى نواصي قوتهم، فيعمل على توهينها، وتجزئتها، وتبديد ما يستطيع منها؛ بكل وسيلة من وسائل القوة والبأس، أو الخديعة والمكر.

ولدى البحث والتأمل نلاحظ أن نفوسهم التي بين جنوبهم قد كانت أول عدوٍّ داخلي لهم مكن لعدوّهم من خارج الحدود أن يدخل إليهم، ويقاتلهم في مرابعهم وأمصارهم، ثم يستولي عليهم، ويستعمر لنفسه بلادهم.

إن العدو من شأنه أن يمكر ويبيت كل سوء، ولكن الذي يمكن عدوه من نفسه أشد عداوة لنفسه من عدوه، لأنه يفعل في نفسه ما لا يفعله أحدٌ به، وذلك بسبب غفلته، أو شهوته أو سوء تفكيره وتقديره وتدبيره أو سوء تصرفه وسوء عمله.

تلخيص العوامل:

1- بعد المسلمين عن تطبيق الإسلام تطبيقاً صحيحاً.

2- بعد جمهور المسلمين عن فهم الإسلام فهماً سليماً.

3- تنازع حكام وأمراء المسلمين، وتقاتلهم من أجل السلطة.

4- تعلق جماهير المسلمين بحبّ الدنيا، والانغماس في الشهوات، واتباع الهوى.

5- البخل بالأموال والأنفس، وكراهية الموت.

6- ضعف اليقين بالله، وفقد الثقة بالنفس.

- الحروب الصليبية أيقظت المسلمين من نومهم

كانت الحروب الصليبية عاملاً محركاً للمسلمين، وموقظاً لهم من نومهم أو من غفواتهم، حتى يهبوا ويلتفتوا إلى سهام عدوهم، التي بدأت تجتاز الثغور إلى مقاتلهم، ويدركوا واقعهم، ويتبصروا أسباب الضعف الذي أصابهم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015