إن من أعظم ما يتميز به الشيخ حسن رحمه الله تعالى جرأته في الحق، وشجاعته في مواجهة الباطل، وهي صفة رافقته منذ يفاعته وشبابه المبكر، فحينما اندلعت الثورة السورية على المستعمر الفرنسي عام 1925م وكان الشيخ يطلب العلم، وهو في مقتبل العمر في السابعة عشر من عمره، هبَّ ليشارك الثوار المجاهدين، وانضوى تحت لواء واحد من مشاهيرهم، وهو الشيخ محمد الأشمر رحمه الله تعالى وشارك في قتال المغتصبين المحتلين.
ولما أرادت فرنسا فرض (قانون الطوائف) ، محاولة بذلك تغيير العديد من قوانين الأحوال الشخصية المستمدة من الشريعة الإسلامية، قام الشيخ خطيباً ينبه العقول، ويفضح الألاعيب ويُلهب المشاعر، وكان لموقفه هذا أثره البالغ في إبطال العمل بذلك القانون المنحرف.
وهكذا كان الشيخ رحمه الله في كل مرة وفي أي عهد من العهود، لسان الحق الجريء المقدام الذي ينافح عن عقيدة الأمة وتشريعها وتاريخها، مرتكزاً في ذلك على علم راسخ، ووعي يدرك أبعاد القضايا، وحكمة تزن الأمور بميزان دقيق حساس، وقلب عميق الصلة بالله والتوكل عليه واحتساب الأجر والثواب عنده وحده، ولقد لقي الشيخ في سبيل ذلك من المكاره والأذى الشيء الكثير، ولكنه وبفضل الله ومعونته خرج ظافراً منتصراً.