وآخر يقول: “إجماع جميع الشيعة الإماميَّة، وإطباق الطائفة الإثني عشريَّة على اعتقاد صحَّة الرجعة، فلا يظهر منهم مخالفٌ يُعتدّ به من العلماء السابقين ولا اللاحقين”1.

وهذا ما جعل المستشرق (برنارد لويس) [رضي الله عنهernard Lewis] يجزم بأنَّ اعتقاد الرجعة من خصائص فرق الشيعة، بقوله: “ومن هنا ظهرت لأوَّل مرة عقيدة الغيبة والرجعة المهدويّتين اللتين هما من خصائص جميع فرق الشيعة المتأخِّرة تقريباً”2.

فمعتقد الرجعة ـ إذاً ـ أخذه الرافضة عن اليهود كما تبيَّن.

وثمَّة عقيدة أُخرى خالفت معتقد المسلمين في اليوم الآخِر، ألا وهي عقيدة تناسخ الأرواح، المبنيَّة على إنكار البعث بعد الموت، والجزاء على الأعمال.

وأوَّل من قال بها أصحاب الديانات الهنديَّة الوضعيَّة؛ كالهندوسيَّة، والبوذيَّة، الذين يُنكرون البعثَ بعد الموت، والجزاءَ والحساب في الآخرة جملةً وتفصيلاً، ويقولون بوجوب الجزاء والحساب على الأعمال ـ من خيرٍ وشرّ ـ في دار الدنيا، لا في الآخرة، ويعتقدون أنَّ الروح تنتقل من جسدها عند الموت إلى جسدٍ آخر غير السابق، ويُطلقون على ذلك اسم (سمسارا Samsara) ؛ “فالنَّفس ـ الروح ـ أبديَّة الوجود، لا عن ولادة، ولا إلى تلفٍ وعدمٍ، بل هي ثابتةٌ قائمةٌ، لا سيف يقطعها، ولا نارَ تُحرقها، ولا ماء يُغصّها، ولا ريح تُيَبِّسُها، لكنها تنتقل عن بدنها إذا عُتِق، نحو آخر..”3.

ومن ذلك جاء اعتقادهم في تناسخ الأرواح، وهو الطابع الذي امتازت به

طور بواسطة نورين ميديا © 2015