وقد ذكر بولس ـ في رسالته الثانية ـ أشراطاً كثيرة لا بُدَّ أن تقع قبل رجعة المسيح1 عليه السلام ومن معه، منها: ارتداد النَّاس، ومجاهرتهم بالمعاصي؛ “لأنَّه لا يأتي إن لم يأت الارتداد أولاً، ويستعلن إنسان الخطيئة”2.
ومن اليهود والنصارى انتقل معتقد الرجعة إلى الرافضة الذين ألَّفوا الكتب الكثيرة لإثبات هذا المعتقد الدخيل3.
وقد عرَّفوا الرجعة بقولهم: “الرجعةُ: عبارةٌ عن حشر قومٍ عند قيام القائم الحجَّة بن الحسن عليه السلام، ممَّن تقدَّم موتهم؛ من أوليائه وشيعته، ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته، ويبتهجوا بظهور دولته؛ وقوم من أعدائه ينتقم منهم، وينالون بعض ما يستحقونه من العذاب والقتل على أيدي شيعته، وليُبتلوا بالذلّ والخزي بما يُشاهدونه من علوّ كلمته. وهي عندنا الإماميَّة الإثنا عشريَّة تختصّ بمن محض الإيمان ومحض الكفر، والباقون سكوتٌ عنهم”4.
وواضحٌ من قوله، أنَّ الرجعة لا تكون إلا لمن بلغ درجة عالية في الإيمان، أو من بلغ الغاية في الفساد والكفران.
وهذا المعتقد حملته فرق الرافضة جميعها ـ سيّما الإماميَّة منهم ـ، وجزم بصحته كبار علمائهم.
فهذا أحدهم يقول: “اعتقادنا في الرجعة أنَّها حقٌّ”5.