ويحتج ابن خالويه لمن كسر بانيا حجته على التأثيرات الصوتية المتبادلة بين الحروف فيقول: "الحجة لمن ضم أنه أتى بالكلام على أصل ما وجب للجمع ... والحجة لمن كسر أنه لما كان ثاني الكلمة ياء، كرهوا الخروج من ضم إلى ياء، فكسروا أول الاسم لمجاورة الياء، ولم يجمعوا بين ضمتين إحداهما على ياء. فإن قيل فما حجة من ضم العين من (العيون) والجيم من (الجيوب) وكسر الباء من (البيوت)، فقل العين حرف مستعل مانع من الإمالة فاستثقل الكسر فيه، فأبقاه على أصله، والجيم حرف شديد متفش فثقل عليه أن يخرج به من كسر إلى ضم فأجراه على أصله، والحجة لمن كسر الباء كثرة استعمال العرب لذلك، وهم يخففون ما يكثرون استعماله، إما بحذف وإما بإمالة وإما بتخفيف، ودليل ذلك إمالتهم (النار) لكثرة الاستعمال، وتفخيم (الجار) لقلة الاستعمال" (?).
ويزيد أبو زرعة المسألة وضوحا فيقول: " إنهم استثقلوا الضمة في الباء وبعدها ياء مضمومة، فيجتمع في الكلمة ضمتان بعدها واو ساكنة، فتصير بمنزلة ثلاثة ضمات، وهذا من أثقل الكلام، فكسروا الباء لثقل الضمات، ولقرب الكسر من الياء " (?).
• (نُصُوحَاً) (?): من قوله تعالى: {تَوْبَةً نَصُوحَاً} (?).
قال الزبيدي: " قال الفرّاءُ (?): قرأَ أَهل المدينة " نَّصُوحاً " بفتح النُّون، وذُكِرَ عن عاصِمٍ بضمّ النّون. فالذين قَرَءُوا بالفتح جعلوه من صفة التَّوبَة، والذين قرءُوا بالضّمّ أَرادوا المصدر مثل القُعود. وقال المفضّل: بات عَزُوباً وعُزُوباً، وعَرُوساً وعُرُوساً ". [التاج: نصح].