الجزري أن هذا الضمير يكسر إذا سبق بكسر أو ياء، ويضم إذا سبق بفتح أو ضم أو ساكن غير الياء (?).
وقال ابن خالويه:" هذا أصل لكل فعل مجزوم اتصلت به هاء فإن كان قبل الهاء كسرة فاكسره، واختلس، وأسكن، وإن كان قبل الهاء فتحة فاضمم الهاء، وألحق الواو، واختلس أو أسكن " (?).
وقال الكِسائي هي لُغاتٌ يقالُ: فيهِ، وفِيهِي، وفيهُ، وفِيهُو، بتمامٍ وغيرِ تمامٍ، وقال: لا يكونُ الجَزْم في الهاءِ إذا كانَ ما قَبْلَها ساكِناً (?).
وقد علل أبو زرعة لهذه الوجوه عند حديثه عن قوله تعالى: {يُؤَدِّهْ إِلَيْكَ} (?) فقال: " قرأ أبو عمرو وحمزة وأبو بكر {يُؤَدِّهْ إِلَيْكَ} و {لا يُؤَدِّهْ إِلَيْكَ} بسكون الهاء، وحجتهم أن من العرب من يجزم الهاء إذا تحرك ما قبلها، فيقول: ضَرَبْتُهْ ضَرْبَاً شَدِيدَاً، فينزلون الهاء إذ سَكَّنُوهَا وأصلها الرفع بمنزلة (أَنْتُمْ ورَأَيْتُهُمْ) إذ سَكَّنُوا الميم فيها وأصلها الرفع ولم يصلوها بواو؛ فلذلك أجريت الهاء مجرى الميم في أَنْتُمْ ... وقرأ الباقون (يُؤَدِّهِي إِلَيْكَ) و (لا يُؤَدِّهِي إِلَيْكَ) يصلون بياء في اللفظ، وحجتهم أن الياء بدل من الواو، وأصلها (يُؤَدِّهُو إِلَيْكَ) لكن قلب الواو ياء لانكسار ما قبلها، فلا سبيل إلى حذف الياء وهي بدل من الواو، قال سيبويه: الواو زيدت على الهاء في المذكر، كما زيدت الألف في المؤنث في قولك: ضربتها ومررت بها، وضربتهو؛ ليستوي ضربته المذكر والمؤنث في باب الزيادة. وقرأ نافع في رواية الحلواني (يُؤَدِّه) بالاختلاس وحجته أن الكسرة تدل عل الياء وتنوب عنها" (?).
ونخلص مما سبق إلى أن الأصل في هذا الضمير البناء على الضم إلا أنه يخرج عن هذا الأصل فيكسر لمماثلة ما قبله، أي أن التأثير تقدمي حيث أثرت الكسرة التي قبل الضمير فيه فأدت إلى كسره، وقد تم هذا الإتباع مجانسة لهذه