والمطالع لمادة (ك ذ ب) يستطيع أن يتبين إلى أي مدى اعتمد الأزهري على القراءة في شرح مادته المعجمية، فهو في هذه المادة قد اعتمد على القراءة القرآنية في تناول المداخل وشرحها، وقد استمر في ذكر القراءة مستدعيا بها أقوال العلماء من أهل اللغة، أو المفسرين، أو أصحاب المعاني من أول المادة إلى آخرها، ولو أنك جردت المادة من القراءات فلن يبقى فيها شيء. وكنت ألحقت هذه المادة في هذا الموضع من الدراسة لأدلل على صدق المقال، ثم حذفتها خشية الإطالة، واكتفيت بالإحالة عليها (?).
وقد أدرك الشِّدْيَاق عناية الأزهري بالقرآن والقراءات فقال: " كَلَفَ الأزهريُّ في التهذيب بتفسير الآيات القرآنية. وليس بغريب أن يُعْنَى الأزهري بهذه الناحية، وهو الذي أَلَّفَ في غريب ألفاظ الفقهاء، وما أشد الصلة بين كتب الفقه والحديث والتفسير" (?).