• (زُلُفَاً) (?): قراءة في: {أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِّ النَّهَارِ وَزُلَفَاً مِنَ اللَّيْلِ} (?).
استدل الزبيدي بالقراءات الواردة في الآية السابقة على مجيء "زُلَفاً" محتملة لأن تكون جمع تكسير أو مفردا فيقول: "وقُرِئَ: "زُلُفَاً" بِضَمَّتَيْنِ، وهي قِرَاءَةُ ابنِ مُحَيْصِنٍ وفيها وَجْهَان: إِمَّا مُفْرَدٌ كَحُلُمٍ، وإِمَّا جَمْعُ زُلُفَةٍ كَبُسُرٍ وبُسُرَةٍ بِضَمِّ سِينِهِمَا. وقُرِئَ: "زُلْفَاً" (?) بِضَمَّةٍ فسُكُونٍ وفيها أيضاً وَجْهَانِ: إِمَّا جَمْعُ زُلْفَةٍ بالضَّمِّ، جَمَعَهَا جَمْعَ الأجْنَاسِ المَخْلُوقةِ، وإِنْ لم تكُنْ جَوَاهِرَ كما جَمَعُوا الجَوَاهِرَ المَخْلُوقَةَ كَدُرَّة ودُرٍّ، وإِمَّا جَمْعُ زَلِيفٍ مِثْل القُرْبِ والقَرِيبِ، والغُرْبِ والغَرِيبِ".
[التاج: زلف].
قال الطبري: " قرأ عامة قراء المدينة والعراق: (وَزُلَفًا)، بضم الزاي وفتح اللام. وقرأه بعض أهل المدينة - زُلُفًا - بضم الزاي واللام، كأنه وجَّهه إلى أنه واحدٌ، وأنه بمنزلة "الحُلُم". وقرأ بعض المكيين: (وَزُلْفًا)، ضم الزاي وتسكين اللام. وأعجب القراءات في ذلك إليّ أن أقرأها: (وزُلَفًا)، بضم الزاي وفتح اللام، على معنى جمع "زُلْفة"، كما تجمع "غُرْفَة غُرف"، و"حُجْرة حُجر". وإنما اخترت قراءة ذلك كذلك، لأن صلاة العشاء الآخرة إنما تصلى بعد مضيّ زُلَفٍ من الليل، وهي التي عُنِيت عندي بقوله: (وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ) " (?).
وقال السمين: " قرأ العامَّةُ "زُلَفاً" بضم الزاي وفتح اللام، وهي جمعُ "زُلْفة" بسكون اللام، نحو: غُرَف في جمع غُرْفة، وظُلَم في جمعِ ظُلْمة. وقرأ أبو جعفر وابن أبي إسحاق بضمهما، وفي هذه القراءةِ ثلاثةُ أوجه: أحدها: أنه جمع زُلْفة أيضاً، والضمُّ للإِتباع، كما قالوا بُسْرة وبُسُر بضم السين إتباعاً لضمة الباء.
والثاني: أنه اسمٌ مفرد على هذه الزِّنة كعُنُق ونحوه. الثالث: أنه جمع زَلِيف، قال أبو البقاء: "وقد نُطِق به"، يعني أنهم قالوا: زَليف، وفَعيل يُجمع على فُعُل نحو: رَغِيف ورُغُف، وقَضِيب وقُضُب.