قلت: إن الرسم الكريم "فَرُهُنٌ" دون ألفٍ بعد الهاء، مع أنَّ الزجاج يقول: "إنَّ فُعُلاً جمع فَعْلٍ قليلٌ" ... وقال يونس: "الرَّهْنُ والرِّهان عربيان، والرُّهُنْ في الرَّهْنِ أكثرُ، والرِّهان في الخيلِ أكثرُ" ... وقيل: إنَّ رُهُنا جمعُ رِهان، ورِهان جمعُ رَهْن، فهو جَمْعُ الجمع، كما قالوا في ثِمار جمعَ ثَمَر، وثُمُر جَمعُ ثِمار، وإليه ذهب الفراء وشيخه، ولكنَّ جَمْعَ الجمعِ غيرُ مطرَّدٍ عند سيبويه وجماهيرِ أتباعه. وأمَّا قراءةُ الباقين " فرِهان" جمعُ "رَهْن" وفَعْل وفِعال مطردٌ كثير نحو: كَعْب وكِعَاب، وكَلْب وكِلاب" (?).
• (أُنُثاً) (?): قراءة في قوله {إِنْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاّ إِنَاثاً} (?).
استدل الزبيدي بقراءة ابن عباس السابقة على أن أُنُثاً جمع الجمع، أي جمع لإناث، مثْل نِمَارٍ ونُمُرٍ. قال الفرّاءُ (?): هو جَمْع الوَثَنِ كالأَنَاثَى كعَذَارَى جاءَ ذلك في الشِّعْر. ومن قرأَ: "إِلَّا إِنَاثَاً" أَرادَ المَوَات الذي هو خِلافُ الحَيَوَان، كالشَّجَرِ والحَجَرِ والخَشَب عن اللِّحْيَانِيّ. [التاج: أنث].
قال القرطبي:" قرأ ابن عباس أيضا (أُثُنَاً) كأنه جمع وَثَنَاً على وِثَانٍ، كما تقول: جَمَل وجِمَال، ثم جمع أَوْثَانَاً على وُثُنٍ، كما تقول: مِثَال ومُثُل، ثم أبدل من الواو همزة لما انضمت ... فأثن جمع الجمع" (?).
وقال السمين: "إلا أُنُثا" كرُسُل، وفيها ثلاثة أوجه: أحدها: وبه قال ابن جرير: أنه جمعُ "إناث" كثِمار وثُمُر، وإناث جمع أنثى فهو جمع الجمع، وهو شاذ عند النحويين. والثاني: أنه جمع "أنيث" كقليب وقُلُب وغدير وغُدُر، والأنيث من الرجال المُخَنَّثُ الضعيفُ ... والثالث: أنه مفردٌ أي: يكون من الصفات التي جاءت على فُعُل نحو امرأة حُنُثٌ" (?).