• (جَأَنٌ) (?): قراءة عمرو بن عبيد لقوله تعالى: {إِنْسٌ وَلَا جَانٌ} (?).
[التاج: جنن].
لأن ما قبلهما مفتوح فَتُوُهِّمَ حركةُ الألف فَهُمِزَتْ؛ لأن الألف إذا تَحَرَّكَتْ هُمِزَتْ.
ويخلص مما سبق إلى أن الزبيدي قد تناول مذاهب العرب في الهمزة وهو يتمثل في محورين: الأول: التحقيق.
الثاني: التخفيف (= التسهيل): وصوره:
(1) الحذف. (2) الإبدال. (3) بين بين.
ومعنى ذلك أن مبحث الهمزة قريب الصلة بالمماثلة الصوتية؛ لأن الإبدال والتخفيف بين بين، من أشكال المماثلة. ولكن المعضلة في هذه المسألة تتمثل في أن المماثلة بكل أشكالها كي تتم لابد من تجانس أو تقارب بين الصوتين، وهذا ما لم يتوفر بين صوت الهمزة وصوت كل من: الواو، والياء، التي تبدل منهما، حيث لا تقارب في المخرج، ولا تجانس في الصفات، وهذا واضح مما يلي:
• الهمزة: صوت حنجري، شديد (انفجاري)، مهموس، مرقق.
• الواو: صوت شفوي، متوسط، لين (مجهور = انطلاقي).
• الياء: صوت غاري، متوسط، لين (مجهور = انطلاقي). يقول الدكتور عبد الصبور شاهين:" إنه لا علاقة صوتية مطلقا بين الهمزة من ناحية وبين الواو والياء من ناحية أخرى - تعين على القول بإمكان حدوث تبادل بينها، طردا وعكسا سواء أكان إبدالا واجبا، أم جائزا، أم شاذا" (?).
وبالتالي يرفض هذا العالم الجليل وقوع البدل في هذا الباب، ويخلص إلى: "أن ما تعوده اللسان العربي في معاملته للواو والياء وللهمزة - ناشئ عن بعض