قال الزبيدي: هَمَزَهَا أَبو عَمْرٍو، وحَمْزَةُ وخَلَفٌ، وَحَفْصٌ، ويَعقُوب، والبَاقُون بغير هَمْزٍ: {مُوصَدَةٌ} (?) على الأصل (أوصد).
وكما أبدلوا الواو همزة على تَوَهُّمِ أنها مضمومة لانضمام ما قبلها، كذلك أبدلوا الألف همزة لِتَوَهُّمِ أنه مفتوحٌ لانْفِتَاحِ ما قبله، وقد جاءت القراءة بذلك في ثلاثة مواضع:
) ?الضَّألِّينَ) (?): من قوله تعالى: {ولا الضَّاَلِّينَ} (?).
قال الزبيدي: وأَمَّا قِراءَةُ مَنْ قَرَأَ {وَلَا الضَّاَلِّينَ} بِهَمْزِ الأَلِفِ، فَإِنَّهُ كَرِهَ الْتِقاءَ السَّاكِنَيْنِ الأَلِفِ واللاَّمِ، فَحَرَّكَ الأَلِفَ لاِلْتِقائِهِما، فانْقَلَبَتْ هَمْزَةً؛ لأَنَّ الأَلِفَ حَرْفٌ ضَعِيفٌ، واسِعُ المَخْرَجِ، لا يَتَحَمَّلُ الحَرَكَةَ فَإِذا اضْطُرُّوا إلى تَحْرِيكِهِ، قَلَبُوهُ إلى أَقْرَبِ الحروفِ إليه وهوَ الهَمْزَةُ. قالَ: وعلى ذلكَ ما حَكاهُ أبو زَيْدٍ مِن قَوْلِهِمْ: شَأْبَّةٌ ومَأَدَّةٌ. قلتُ: وهي قِرَاءَةُ أيوب السَّخْتِيانِيّ". [التاج: جنن].
• (سَأقَيْها) (?): من قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا} (?). [التاج: سأق].
قرأ ابن كثير: {سَأقَيْها}. قال ابن خالويه:"قرأه الأئمة بإرسال الألف إلا ما قرأه ابن كثير بالهمز مكان الألف، وله في ذلك وجهان:
أحدهما: أن العرب تشبه مالا يهمز بما يهمز فتهمزه تشبيها به، كقولهم: حلأت السويق، وإنما أصله في قولهم: حلأت الإبل عن الحوض، إذا منعتها من الشرب.
والآخر: أن العرب تبدل من الهمز حروف المد واللين، فأبدل ابن كثير من حروف المد واللين همزة تشبيها بذلك" (?).