قال ابن خالويه في توجيه قوله تعالى "أرجه": "تحقيق الهمز وتركه، لغتان فاشيتان قرئ بهما "تُرْجِئ مَنْ تَشَاءُ" و"تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ" (?).
ومما قرئ بالهمز وتخفيفه:
• (بَئِيسٍ): من قوله تعالى: {وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} (?). [التاج: بأس].
يذكر الزبيدي في هذه الآية أربع قراءات، ثلاث منهن بالهمز وهنَّ:
• "بعَذابٍ بَئيسٍ" كأمير، وهي قراءة أبي عمرو وعاصِمٌ والكسائيُّ وحَمزةُ.
• "بِئِيس" على (فِعِيل) بالكَسْر، وهي قراءة ابنُ كَثير، وكذلك قَرَأَها شِبْلٌ، وأهلُ مكَّةَ.
• "بِئْسٍ" على (فِعْلٍ) بالهمزة والكسر، وهي قراءة ابنُ عامرٍ.
وواحدة مخففة هي: "بِيِس" (?) بغيرِ همزة، وهي قراءة نافعٌ وأهلُ المدينةِ"
ويُلاحَظُ مما سبق أن قراءة ابن كثير جاءت غير ممثلة لبيئته، فأهل مكة يسهلون الهمز وقد قرأ هو بالتحقيق، وأما قراءة أهل المدينة فقد جاءت متفقة مع ما عُرِفَ عنهم من التسهيل.
قال ابن زنجلة: قرأ ابن عامر "بِعَذَابٍ بِئْسٍ" بكسر الباء وبهمزة ساكنة، خرج الهمزة على الأصل، ولم يألف في الهمزة ها هنا ثقلا؛ لخفة الحرف وقلة حروفه. وقرأ نافع:"بعذاب بِيسٍ" بغير همز (فِعْلٍ) من البؤس، ترك همزه فأبدلت الياء من الهمزة لثقل الهمز؛ لأن الياء أخف منه. وقرأ أبو بكر عن