منسوباً إلى يعقوب فقال: " فأمّا (جِبْرايِيل) و (مِيكايِيل) بياءَيْن بعد الألِفِ والمَدِّ فَيَقْوَى في نفسي أنّها همزةٌ مُخَفّفةٌ وهي مَكْسُورةٌ فَخَفِيَتْ وقَرُبَتْ من الياءِ فعبَّرَ القُرّاءُ عنها بالياءِ، كما قالوا في قولِه سُبحانَه: "آلاء" عندَ تخفيفِ الهمزةِ "آلاي" بالياء".
وقد ذكر ابن جني (?) كلاماً دقيقاً دلل فيه على اضطراب العرب في النطق بالأسماء الأعجمية، والذي يدل على صحة كلام ابن جني كثرة القراءات الواردة في اسمي الملكين السابقين، فقد ذكر معجم القراءات (?) لـ "جبريل" اثنتي عشرة قراءة، ولـ "ميكال" عشر قراءات (?)، بينما الزبيدي لم يذكر من هذه القراءات إلا ثلاث قراءات فقط.
ومما جاء بتحقيق الهمز وتخفيفه:
• (أَرْجِئْه): قراءة في قوله تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} (?). [التاج: رجأ].
• (تُرْجِئْ): قراءة في قوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} (?).
• (مُرْجَؤُونَ): قراءة في قوله تعالى: {وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ} (?).
يقرر الزبيدي أن (أرجأ) مهموز، وترك الهمز لغة فيه، على لغة من يقول من العرب: أَرْجَيْتُ، وأَخْطَيْتُ: وتَوَضَّيْتُ، وقد استدل على ذلك بذكر ثلاث آيات، ورد فيها الفعل مقروءاً باللغتين (?): التحقيق والتخفيف، هذه الآيات هي: "أَرْجِهْ" و"أَرْجِئْه" (?)، و {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} (?). حيث قرئ "ترجئ" (?) و {وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ} (?) حيث قرئ "مُرْجَؤُونَ" (?).