محاولة الإلمام ببعض ما جاد به القراء من قراءات مختلفة، والوقوف على مواقف علماء العربية منها، من حيث القبول والرفض" (?).

ويهمني من هذه الدراسة على وجه الخصوص معالجتها للجانب اللغوي حيث التزمت منهجا لا تحيد عنه يتمثل في أنها تذكر الآية، ثم تذكر القراءات الواردة فيها مسندة إلى أصحابها، ثم تذكر ما ورد عنها في كتب الاحتجاج، ثم تذكر ما قاله صاحب القاموس المحيط في الكلمة. وقد جاءت بخمسة وعشرين شاهدا على هذا النهج، وقد لخصت الدارسة منهجها في هذا الجانب بقولها: "ثم كان الميدان اللغوي .. فأوردت فيه بعض الآيات التي تضمنت كلمات قرئت بأوجه لغوية مختلفة، مثل: (ربوة، وجذوة، وضيق)، إلى غير ذلك من الكلمات، ثم رجعت إلى القراءات المختلفة فيها، واتخذت القاموس المحيط للفيروز آبآدي مرجعا، فوجدت هذه الأوجه وردت فيه، فأحيانا تأتي سردا فقط، وأحيانا أخرى يأتي بالقراءة نفسها على مجيء المادة على هذه الصورة ... واستدللت بواسع الاستدلالات على أن علماء اللغة والذين يمثلهم عندي الفيروز آبآدي قد اتخذوا من القراءات المورد العذب، والمعين الصافي، في الاستشهاد بها في موادهم اللغوية " (?).

وقد أشار الأستاذ الدكتور حسين نصار إلى استشهاد الخليل بن أحمد بالشواهد القرآنية بقوله: "وذكر ذات مرة القراءات في الآية" (?). وهذا القول قد يُفْهَمُ منه ندرة الاستشهاد بالقراءات في (العين)، ولكن مطالعتي له، قد أسفرت عن ورود العديد من المواضع التي تعرض فيها الخليل بن أحمد للقراءات لأغراض متنوعة.

وأما عن خطة الدراسة فإنها تقع في: مقدمة، وتمهيد، وثلاثة أبواب، وخاتمة، والفهارس. أما المقدمة فيتناول الدارس فيها: الموضوع من حيث سبب الاختيار والأهمية، والدراسات السابقة، ومادة الموضوع اللغوية، والمنهج المتبع ... وأما التمهيد فيتناول مفهوم القراءات القرآنية، وأثر القراءة والقراء في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015