عليه، فيريهم من آيات رحمته بهم ما يفرج كربهم ويكبت عدوهم.
145 - أخذ الشيخ يتلو {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} الآية [الطلاق: 2،3] وغيرها من التسبيح والحمد لله، حتى إذا حاذوا المكان الموعود إذا بالله سبحانه يلقي الرعب في قلبهم حتى لم يستطع أحد أن ينقل قدما، فلووا عنان أفرسهم وولوا راجعين إلى ابن معمر يقصون عليه كيف إن الله كف أيديهم عن الشيخ فلم يستطيعوا أن يمسوه بسوء
146 - أخذ الشيخ طريقه إلى الدرعية وحده، يحمد الله على حفظه، وكف يد الظالم عنه، ومازال يجدُّ في السير حتى وصلها من أعلاها وقت العصر، وتوجه من فوره،إلى دار تلميذه محمد بن سويلم، فتحرَّج ابن سويلم من وفود الشيخ عليه، وخاف على نفسه من أمير البلدة: محمد بن سعود، وكان شأن الأمراء، وحاشيتهم، والعامة، كما قدمنا لك: على الجاهلية، والعنجهية الهوجاء، والظلم البين، وكان النفر القليل الذين أجابوا إلى دعوة الشيخ لا طاقة لهم بأحد هؤلاء، ولا قبل لهم بحربهم، لأنهم في قلة وذِّلة.
147 - فسكن الشيخ جأش ابن سويلم، وهوَّن عليه الأمر بتلاوة آيات من القرآن والحديث في الثناء على المؤمنين الصابرين، وأن سنة الله تعالى: أن العاقبة للمتقين.
148 - فتسامع الناس بالشيخ، ووفد على دار ابن سويلم بعض الخاصة ينظرون من هذا الذي بلغهم عنه ما كان من أحداث العيينة من هدم