القباب وقطع الأشجار المعظمة، ورجم الزانية، فسمعوا منه ما لا عهد لهم به من العلم الصحيح والدين الحق ودعاهم إلى التوحيد، وإخلاص الدين لله.

149 - وكان من فضل الله على آل سعود: أن حضر مجلس الشيخ، وسمع وعظه ونصحه ثنيان ومشاري ابنا سعود، أخوا الأمير محمد، فألقى الله حب الشيخ في قلبهما، وسلك الإيمان الصحيح والتوحيد الحق سبيله إلى نفسيهما الطيبتين، وذهبا إلى أخيهما يدعوانه إلى لقاء الشيخ، وإجارته وأتباعه على ما يدعوا إليه من الهدى.

15 0- لكن الأمير كان قد وصل إلى مسامعه أخبار ما كان من الشيخ في العيينة مشوهة، وزاد في تشويشهها ما هَوَّل به ناقلوها: من إخراج ابن معمر للشيخ على تلك الصفة الشنيعة، طاعة لأمر رئيس بني خالد سليمان أمير الحساء، فتوقف عن قبول نصح أخويه، وتردد في الأمر، يَزِنه من ناحيتيه: ماذا عليه من الغرم وماذا له من الغنم؟ إذا هو أصبح لهذا الشيخ معينا وناصرا، وهذه دعوته تظهر جلية: أن لا بد لها من الثورة، ولا بد لها من الحرب والجهاد.

151 - وكان موقفه حينئذ موقف وفد الأنصار مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ليلة العقبة "إذ أرادوا أن يبايعوه على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يقولوا في الله لا يخافون لومة لائم، وعلى النصرة، فيمنعوه إذا قدم عليهم مما يمنعون منه أنفسهم وأزواجهم، وأبناءهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015