رضي الله عنه بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وعلقوا عليها الستور، وزخرفوها بكل ما وصلت إليه أيديهم ليجذبوا قلوب العامة إلى تعظيمها، ويزخرفوا للجهال عبادتها، وسنُّوا لها أعياداً ومواسم يبالغون في الاحتفال بها، وما كان عملهم هذا إلا محاربة للإمام الشهيد على بن أبي طالب وولده الإمام الشهيد الحسين وعترتهم وآل بيتهم رضي الله عنهم، ومشاقة لله ورسوله، وإتباعا لغير سبيل المؤمنين.
76 - وآية ذلك أن أظهر المبتدعين لهذه البدع والمؤسسين لها والمدافعين عنها والباذلين في سبيلها الأموال الوفيرة: هم العبيديون بنو عبيد الله القدَّاح اليهودي، المزورون نسبهم كذباً وتمويهاً إلى السيدة الطاهرة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها ليستروا أفعالهم الشنيعة، وجرائمهم المنكرة بهذا النسب المتبرئ منهم
77 - ويدل أوضح الدلالة على كذبهم في هذا الانتساب: أن وزراءهم وقادة الرأي في دولتهم كانوا يهوداً أو نصارى، وأنهم أقصوا المسلمين من علماء وقواد، بل عذبوهم، ونكلوا بهم أشد التنكيل.
78 - وهل رأيت أغرب من أن يكون يعقوب بن كلس اليهودي إماما من أئمة الخلافة ومؤلفا، وزعيما للعلماء والمدرسين، في الأزهر، بل مبتدع فكرة التدريس، ليتعلم فيه دعاة ضلالهم وكفرهم ما ينشرونه على الناس. ولكن الله رد كيدهم في نحورهم، وجعل الأزهر بعد أكبر حصن للإسلام يدفع عادياتهم ويتخرج فيه علماء السنة، وأئمة الدين الحق في القديم والحديث.