والكتابات التي فيها عبادة الشياطين والكواكب: الذي ينسبونه كذباً وزوراً إلى سليمان النبي عليه السلام، أو إلى جعفر الصادق من آل البيت رضي الله عنهم، أو إلى غير هؤلاء من الصالحين، وإنما هو من عمل اليهود وكفرهم الذين اتبعوه، وأعرضوا به عن الحق المنزل من عند الله على موسى وعيسى وخاتم الأنبياء.
74 -نظر الشيخ إلى كل هذا، وقارن بينه وبين هداية القرآن، وما وضح من عقيدة وإيمان، فوجد الفرق بينهما كما بين السماء والأرض، وما بين الظلمات النور، والموت والحياة، والعمى البصر.
75 - وقد كان أكثر هذه العقائد الزائفة والأعمال الضالة، وافدا ًعلى نجد وغير نجد من بلاد العجم: كربلاء والكاظمية والأهواز وغيرها من بلاد الشيعة الرافضة، التي هي معقل عبادة القبور، ومنبع العقائد الشركية في المقبورين وآثار الصالحين، ولقد كان سلف هؤلاء الأولون يضمرون في نقوسهم نزغات وثنية مجوسية، ونزعات سياسية فارسية، يحرصون على تحقيق كل منهما. ويعملون عليه، ويبذلون ما يستطيعون فيه، ويسلكون إلى أغراضهم من ذلك كل طريق، وكان الإسلام في أول نشأته قوى الشوكة، عظيم السلطان. صارم القضاء، لا يتهاون مع من يشم منه رائحة هذه النزعات الخبيثة، والنزعات الشيطانية، فكان أولئك الفرس- لهذا- يستخفون باسم الإسلام ويمهدون لتحقيق نزغاتهم باسم حب على بن أبي طالب وآل بيته وبنيه وعترته، وراج ذلك على بعض قصار العقول فشايعوهم على أعمالهم، ومالؤوهم على بغيهم، ورفعوا القبور التي سواها علي