الإسلامي أن عدل رأيه وبدأ ينظر إلى ما كان يلقى على سمعه من المنابر وما يَقرأ في الكتب والصحف عن هذه الدعوة بحذر، ولا يأخذه على علاّته، ثم ما لبث أن تبين العقلاء ما في هذه الكتب من الباطل والكذب والبهتان، وازدادوا إيمانا بهذه الحقيقة حين فتحت أبواب الحجاز، وذهبت الوفود الإسلامية وهم يرتجفون من هول ما قد كانوا يتوهمون أنه سيرونه في الحجاز من المنكرات والشنائع التي قيل، إن الحكومة السعودية أحدثتها، فإذا بهم يرون بلادا عمها الأمن بكل مظاهره، وشملها الخير من جميع نواحيه، ويرون قوما مؤمنين يبذلون أقصى ما في وسعهم للترحيب بوفد الله وضيوفه، ويرون ملكا ديمقراطياً مسلما، كواحد من رعيته في لباسه ومظهره وتواضعه وأخلاقه، ويجلسون إليه فيسمعون منه عن الإسلام والمسلمين وعن الرسول صلى الله عليه وسلم والأئمة، والكتب الدينية، وغير ذلك من الشئون الإسلامية، في فصاحة نادرة، وقوة بيان، وحجة واضحة، وجلال الملك، وأبهة الدولة، ما تأخذهم روعته ويجذبهم بحلاوته، فينصرفون من مجلس جلالته وكلهم إيمان بأن كل ما سمعوا على منابر الفتنة، وما قرأوا في كتب الدجل والبهتان كذب صراح، وباطل محقق، وإن من أظلم الظلم أن تؤخذ هذه الجماعة الموحدة الداعية إلى التوحيد بذلك الإفك الذي سودت به هذه الصحائف.
67 - ثم رجعوا إلى بلادهم وكلهم ألسنة بالحمد والثناء على ما رأوا في الحجاز من حكومته وشعبه وملكه، بردّ هذه المفتريات التي ملأت أوهام العامة والدهماء، وها أنا ذا أسوق إليك ترجمة الإمام العظيم، المجاهد الكبير،:الشيخ محمد بن عبد الوهاب لتعرف مكانته العلمية، ومنزلته الدينية: