64 - هذه هي العوامل الحقيقية –فيما أعلم وأعتقد- التي شوهت دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وجعلت هذا اللقب عند العامة مماثلا ليهودي أونصراني، لا بل لقد سمعت بأذني من يقول: أن النصراني واليهودي خير من الوهابي، وسمعته من بعض من ينتسب إلى العلم، ومنهم من لفت نظره إلى ما في هذه المقالة من خطر، فإن قائلها لا علم له بأصول هذه الدعوة ولا معرفة عنده لحقيقتها، فمنهم من أنصف من نفسه، وطلب الكتب، فحين قرأها صار من أشد الدعاة إليها ومن أقوى أنصارها.
65 - ذلك يدلكم يا إخواني على مقدار تأثير هذه الدعاية السياسية وبلوغها بأساليبها الشيطانية في افتراء الكذب وإلصاق التهم الشنيعة بهذه الدعوة أن وقر في وهم الجمهور الإسلامي الكره الشديد والمقت لهذه الدعوة وكل من يمت إليها بسبب، بل لقد جعلوه سبة لكل مطعون عليه في دينه عندهم.
66 - والدليل على أن الكره إنما كان عن وهم لا حقيقة له في الواقع ودعاوى باطل لا تعتمد على حجة ولا برهان: أنه بمجرد أن قامت دولة التوحيد على ساعد الإمام الكبير، والبطل العظيم عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود، وامتد سلطانها على شبه الجزيرة وانبعث منها نور العدل الإسلامي في البلاد، وقامت حدود الله، وظهر الهدى والرحمة في العمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونشر الهدية السنية والتحفة النجدية بالعربية في مصر وما حولها، وبالأردية في الهند وبالملايو في جاوه، وغيرها من كتب التوحيد للشيخ وآله ما لبث الجمهور