بنصر هذه الدعوة الإسلامية، وأيدها حتى امتد سلطانها، جلالة الملك عبد العزيز آل سعود، وهذا موقفه بالأمس في الحرب اليمنية. وكل العالم يشهد أنه طالما صبر على الأذى، ودفعه بالحسنى، محاولا حقن الدماء الإسلامية، واتقاء الفتن، ومازال كذلك حتى أرغم على خوض غمارها، فكان النصر حليف جيشه، رغم كل الجهود التى بذلت، ثم كان أن لجأ الإمام يحيى إلى طلب الصلح. وشرط الإمام يحيى من شروط جائرة، منها أن يرجع الجيش السعودي إلى بلاده، ويخلى كل بلد وبقعة احتلها بلا مقابل، ولا غرامة مالية، فقبل جلالة الملك ذلك، وأرغم جيشه على التقهقر والعودة، فعادوا وهم يبكون على ترك ما أخذوه بحد سيوفهم، ولكن طاعة الملك عندهم كانت أعز من كل شيء فهذه مواقف هذا الملك العظيم كلها سلم إلا إذا اضطر وأكره على دفع الأذى. فبعد هذا يقال: إنهم يستحلون الدماء والأموال الإسلامية؟! سبحانك هذا بهتان عظيم.

61 - لم يكن شيء من هذه الحقائق يغيب عن عقول الناس وأذهانهم بعد أن انتشرت كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأولاده، وأقبل كثير من الناس عليها يقرؤونها بشغف وإخلاص، ولكن عبدة الطاغوت هم الذين أقض مضاجعهم، وأوقد نار الغيظ في قلوبهم ما رأوا من سرعة انتشار هذا الدعوة، وأنها كادت أن تطهر الجزيرة من زيفهم الكاذب ودجلهم الباطل، وتقضى على سلطانهم الوهمى، فقاموا يجلبون عليها بكل ما أوتوا من قوة، وينفثون سمومهم في العقول لإبقائها على مرضها وفسادها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015