58 - هذا وقد حضرت مجالس لا تحصى لجلالة الملك عبد العزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمير سعود، ولسمو نائبه على الحجاز الأمير فيصل، ولغيرهم من علماء وعامة، وكنت شديد الملاحظة، فما كان أكثر ذكرهم للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أبدا أن يذكر أحد منهم اسمه الشريف مجرداً عن الصلاة والسلام عليه، وما حفظت أبداً على واحد منهم أنه تركه ولو سهواً.

59 - ولقد كتب الأستاذ المرحوم أمين الرافعي بك مثل هذه الملاحظة في جريدة الأخبار بعد عوده من الحج في إحدى السنين، وحضوره مجلس جلالة الملك، والأمراء، فانظر بالله، أمثل هؤلاء يقال عنهم: إنهم يكرهون النبي صلى الله عليه وسلم، ويحرمون الصلاة عليه؟ اللهم إن هذا بهتان عظيم من أعداء رسول الله عليه الصلاة والسلام، ثم تنبه لما سيتلى عليك من خطب الملك ابن السعود وكتبه في القسم الثاني إن شاء الله.

60 - أما دعوى تكفير المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم، فليس عليها من حجة ولا برهان، وما هي إلا دعوى مجردة، نطقت به ألسنة الفساد، مثل ما اتهم المشركون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بانتهاك الأشهر الحرم وما كانت حروب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا دفعاً لشرورهم، وتعظيما لحرمات الله. كذلك ما كان قتال النجديين إلا جهادا في سيبل الله، وهدما لآثار الوثنية. فمن وقف في سبيل تنفيذ ذلك حاربوه. فمن خلى بينهم وبين هذه الطواغيت لم يتعرضوا له، كما سيأتيك من أخبار حروبهم وجهادهم ما فيه أوضح الأدلة على ذلك ثم هذا إمامهم، والذي هو أعظم ملك قام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015