المقابر، ويخربون المساجد، ويهينون شعائر الإسلام، بهدم القباب والقبور، ويكفرون المسلمين، إلى غير ذلك مما سودوا به الصحف.
55 - والله يعلم: أن أشد الناس حبا للرسول صلى الله عليه وسلم، وتعظيما له وتوقيراً لآل بيته الطاهرين، وإحياء لسنته، تمسكا بدينه وشريعته: هم أولئك النجديون أتباع الشيخ محمد، بل لا أرى أحداً من أهل الأرض اليوم أحرص على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم منهم.
56 - اقرأ كتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، صغيرها وكبيرها، وكتب أولاده وأحفاده، وكتب العلماء الآخرين من النجديين، ومنشورات الأمراء، فلا يمكن أن يمر بك فيها ذكر النبي إلا وتجد الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، محال أن تجد في أحدها لفظ "محمد" مجردة جافة، تقرع أذن المسلم وقلبه فتؤلمه، بل تجد فيها من تبجيل النبي صلى الله عليه وسلم ما ينبئ عن حب خالص وتعظيم حقيقي تقر به عيون أحباب الرسول صلى الله عليه وسلم.
57 - لقد كنت ألقي في محطات الإذاعة الأهلية بمصر من سنتين مضتا محاضرات في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكنت كلما ذكرت اسمه صليت عليه طبعا، اتباعا لما أمر به الله ورسوله، وكنت كلما لقيت واحدا من سامعي هذه المحاضرات يظهر لي الضجر والسِأم من كثرة ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وينصح لي باختصار ذلك، وطبعا كنت أحاول إقناعه بوجهة نظري، فكان القليل هو الذي يقتنع، والكثير يصر على قوله، وما كنت ألتفت إليه، بل أود لو يكون كل حديثي في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ليكون أكثر قولي صلاة عليه.