الإسلام في ظلها في كل نواحي نجد وأغرى ذلك البلاد المجاورة فقامت تخطب وُدَّ هذه الراية، وتتطلع بشوق عظيم إليها، ورفع الإسلام طرفة الكسير إليها في رجاء وضراعة، يستمد من قوتها أن تتداركه، لتقيله من عثرته، وترفع عن ظهره كابوس البدع والضلالات التي ناء بها، فسرعان ما لبى السعوديون السلفيون ضراعته، وذهبوا يكسرون تلك الأغلال الشركية عنه، ويهدمون هذه الطواغيت والأنصاب التي كادت تقضي عليه، واستخلصوا الإسلام في هذه البلاد والنواحي من براثن أعدائه، فما لبث أن قام أعداء الأنبياء من شياطين الجن والإنس يتصايحون بالويل والثبور، ويتنادون: {وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 68]
33- لكنهم أضعف ناصراً وأقل عدداً، فلجأوا إلى الدولة العثمانية يستنصرون بقوتها وبجيشها، ويستفزون ملوكها وقوادها بأساليب الخدع وأنواع الإغراء: بأنها حامية الإسلام، وأن أولئك النجديين يفسدون قلوب الناس، ويغيرون عقائدهم، ويريدون تحويلهم عن الطريق الموروثة، والسبل التي وجدوا عليها الآباء والأجداد، ويحقرون شعائر الدين بهدم قباب المشايخ والأولياء الكبار، التي أطبقت الأجيال على تعظيمها والتبرك بها، وأن قعود الدولة عن رد هؤلاء المعتدين يذهب بهيبتها من نفوس المسلمين، ويحقر من شأنها عندهم، فلا تبقى صاحبة الحق في دعوى الخلافة عليهم.
34- وما زالوا بالعثمانيين يتوسلون إلى ملوكهم وقضاتهم وشيوخ إسلامهم وقواد جيشهم ووزرائهم حتى بعثت جيشا لمحاربة السعوديين، فما لبث أن