لغزو أولئك المعطلة والجهمية، تسمهم بميسم الصغار والهوان، وتقطع لسنتهم الكاذبة، التي تقول على الله وفي الله بالهوى والرأي لا بالعلم والبرهان.

30- ومهما حاول أولئك الطواغيت وعبادهم، زعزعة العقلاء الأحرار، والمفكرين الصادقين عن حب شيخ الإسلام ابن تيمية ومن تبعه قديما وحديثا، فلن يفلحوا أبدا، بل كل يوم يزداد حقهم ظهورا، وعلمهم نورا، لأنهم يستمدون ذلك من نور القرآن والسنة، ولا يخرجون عنهما قيد شعرة، ولأنهم مع الحق، والحق لا يفنى ولا يزول.

31 - وعلى نهج شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم سلك شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، لكنه كان قد هيئ له من الظروف ما لم يتهيأ للشيخين، فبلاد نجد البدوية غير مصر والشام التي كانت تعج بالملوك والأمراء والجيوش والقواد، والمدارس، والحضارات، وتكايا المتصوفة المختلفة، والقضاة، والعلماء المدرسين في جميع المذاهب، وما كان باقيا من آثار عقيدة العبيديين وعلومهم الزائفة، والنجديون كانوا –ولا يزالون- يعظمون أهل العلم، ويوقرونهم، ولا يصدر الأمير إلا عن ما يقول العالم، فكان مقام العلماء في نفوس الناس يحمل الأمراء على الرغبة في الاعتزاز بهم، ومن أجل هذا وجد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب من بين أمراء نجد من يرحب به، ويؤيه، وينصره، ويضع سيفه وملكه تحت تصرفه.

32- فكان أن قوي ساعد الشيخ، وارتفع صوته، وعلا ذكره وجاء إليه الناس أفواجا، وكان أن امتد سلطان دعوة التوحيد حتى خفقت راية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015