والاختلافات، وخيار ما عندهم لَبس الحق بالباطل، وصار العلم الذي فرضه الله على الخلق ومدحه وأثنى على أهله، وهو معرفة الله بأسمائه وصفاته وحقوقه الخالصة، ومعرفة دينه، وأنبيائه، ورسله وثوابه، وعقابه وجنته، وناره، لا يتفوه به إلا من يصفونه بأنه زنديق أو مجنون، وصار كل من أنكره وعاداه وصنف في التحذير منه هو العالم الفقيه.
"الأصل الخامس" بيان الله سبحانه وتعالى لأوليائه. وتفريقه بينهم وبين المتشبهين بهم من أعداء الله المنافقين والفجار، ويكفي في هذا آيات آل عمران: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31] وفي سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 54، 55] وفي سورة يونس: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس:62] . ثم صار الأمر عند أكثر من يدعي العلم وهداية الخلق وحفظ الشرع: أن الأولياء لا يكونون إلا من المهابيل والمجاذيب، التاركين للصلاة، المضيعين لحدود الله، ومن كان على شاكلتهم من الطبَّالين والزمارين، والرقاصين الذين اتخذوا آيات الله هزواً، واتخذوا دينهم لعبا ولهواً، واحتفالا بموالد الموتى وأعيادهم الجاهلية مما أصبح معلوما لكل ذي عينين
"الأصل السادس" رد السنة السيئة التي وضعها الشيطان في ترك