حقوقهم. وأظهر لهم الشرك بالله في صورة محبة الصالحين وأتباعهم
"الأصل الثاني" أمر الله بالاجتماع في الدين، ونهى عن التفرق، وبين الله هذا بيانا شافيا تفهمه العوام، ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم، فهلكوا، ويزيده وضوحا ما وردت به السنة في ذلك، ثم صار الأمر بالناس إلى أن أصبح الافتراق في الدين هو أهدى السبل إلى الله، وأعظمها عنده ثوابا، وصار الأمر بالرجوع إلى الكتاب والسنة والاجتماع على ذلك لا يقوله إلا زنديق أو مجنون.
"الأصل الثالث" من تمام الاجتماع: السمع والطاعة لمن تأمر علينا ولو كان عبدا حبشيا، فبين النبي صلى الله عليه وسلم هذا بكل نوع من البيان شرعا وقدرا، ثم صار هذا الأمر مجهولا عند أكثر من يدعي العلم، فكيف العمل به؟
"الأصل الرابع" بيان العلم والعلماء، والفقه والفقهاء، وبيان من تشبه بهم، وليس منهم، وقد بين الله تعالى هذا الأصل بحكاية ما كان عليه بنو إسرائيل في صورة التشنيع والتوبيخ في أول سورة البقرة من قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة:40] إلى الآية 133، وغير هذا من الآيات في ذم الجهل والجهلاء، ومدح العلم والعلماء، وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم بكلام كثير في ذلك يفهمه العامي البليد، فضلا عن أهل العلم، ثم صار هذا من أغرب الأشياء، وصار العلم والفقه هو البدع والضلالات والآراء