القرآن والسنة، واتباع الآراء والأهواء المتفرقة المختلفة بدعوى أن القرآن والسنة لا يعرفهما إلا المجتهد المطلق، ثم اخترعوا للمجتهد شروطا وأوصافا لعلها لا توجد في أبي بكر وعمر. وإذا لم يجتمع في الإنسان هذه الأوصاف المستحيلة كان فرضا عليه حتما الإعراض عن القرآن والحديث، وأخذ دينه من المتون والشروح والحواشي، ومن طلب الهدى من القرآن والحديث فهو إما زنديق أو مجنون، سبحانك هذا بهتان عظيم، والأمر برد هذه الشبهة الملعونة، وبيان وجوه ردها لا يكاد يحصى من القرآن الكريم والسنة النبوية، حتى أصبح من ضروريات الدين {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [الجاثية: من الآية26] {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} [يّس:7-11]
18 -وفي رسالة أخرى يقول الشيخ رحمه الله:-
"اعلم أن نواقض الإسلام عشرة "الأول" الشرك في عبادة الله تعالى. قال الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً} [النساء:116] وقال {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: من الآية72] ومنه الذبح لغير الله كمن يذبح للجن أو للقبر، أو لنحو ذلك
"الثاني" من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة