249 - ولقد كان يستحق هذا الحب وأكثر منه من آل الشيخ وطلبة العلم، وكل الناس، لأنه قد كان فيه من الخصال الحميدة، وصفات المؤمنين الأتقياء ما لا يكاد يوجد إلا في ولده جلالة الإمام عبد العزيز.

250 - وقد رأيت يوم كنت بمكة كبار العلماء من آل الشيخ يبكون مرَّ البكاء يوم جاء الخبر بوفاة الإمام عبد الرحمن حتى لترى الواحد منهم كأنه يبكي أباه بل أكثر، وكنت تسمع من تفجعهم عليه، ومن حزنهم أمرا عجبا، وكانوا يقصون علينا من جلائل أعمال الإمام، وحبه لأهل العلم ما يعذرهم السامع له في ذلك الحزن ويشاركهم البكاء.

251 - أخذ ابن الرشيد يشن الغارة ويؤجج نار الحرب على الإمام عبد العزيز سنين طويلة تمده فيها الدولة العثمانية بكل ما تستطيع حتى انتهى الأمر باستيلاء الإمام عبد العزيز على حائل سنة 1940، وأخذ آل الرشيد إلى الرياض ولا يزالون عنده إلى الآن في غاية الكرامة والإعزاز.

252 - ثم كان شريف مكة الحسين ين على قد أعلن التمرد على الدولة العثمانية وقتل من ضباط الأتراك والموظفين في الحجاز منهم عددا كثيرا، ومثَّل بهم تمثيلا تتفطر لهَوْله القلوب، فإنه كان يأتي بجثة الضابط أو الموظف ويجرها من رجلها أمام زوجه وأطفاله والناس، وأخذ نساءهم وأطفالهم وسلمهم للانكليز، بعد أن سلط عبيده، وخدمه على أولئك المساكين يفعلون معهن ومع أطفالهن من المنكر ما يشمئز المسلم من ذكره وحكايته وما تسمع فواجعه المفتتة للقلوب من الحجازيين الذين شهدوا هذه المآسي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015