الكويت، وكان الإمام عبد العزيز إذ ذاك في العاشرة من عمره، فأقاموا ضيوفا على مبارك الصباح أمير الكويت إلى رمضان سنة 1319، إذخرج الملك عبد العزيز على رأس 40 بطلا من آل سعود، مصمما على دخول الرياض وانتزاعها من آل الرشيد وقتل عجلان أميرها من قبلهم أو الموت، فانه أهنا من حياة الذل بعيدا عن ملكه ووطنه.
247 - وكان السعد له رفيقا، فقد بلغ الرياض في اليوم الرابع من ذي القعدة، وأعمل الفكر في الاحتيال لدخول البلد، التي كانت مسورة بسور حصين تغلق أبوابه عند الغروب من كل يوم، فوفق الله، ودخل البلد، وتسلق الجدار حتى دخل القصر، وأخذ يبحث عن عجلان، في قصر الإمارة فوجده عند إحدى زوجاته في مكان آخر، فادخل رفقاءه وجلسوا يأكلون ويشربون إلى الصباح، ولبث حتى خرج عجلان من منزله، ثم هجم عليه هو ورفقاؤه وبعد محاولات، تمَّ قتل عجلان، وتسليم الرياض إلى البطل الفاتح عبد العزيز.
248 - وفرح بذلك أهل الرياض كل الفرح، فان آل سعود- وخصوصا الإمام عبد الرحمن وبنيه- كان لهم في قلوب أهالي الرياض الذين كانوا مخلصين في إيمانهم وحبهم منزلة لا تدانيها منزلة، وذلك لما كان مشهورا عنه من الإيمان الصادق، والتقوى، والعدل والشفقة التامة بالرعية، والحظ الوافر في نصر عقيدة التوحيد. وقد كان العلماء من آل الشيخ يحبونه كل المحبة، ويعتبرونه كوالد للجميع. لما كان ينالهم من بره بهم، وعطفه عليهم.