بأنفسهم، وجمع أقصى ما استطاع من عربان الحجاز وباديتها وجيشهم بقيادة والده الملك فيصل انتصاراً للانكليز على الأتراك في الجزيرة والشام وانتهى الأمر بانهزام الأتراك وخروجهم من الشام بعد أن أذاقوا أهله الأمرَّين من ظلمهم. ولقد كان لجيش فيصل هذا في الميدان الشرقي أعظم الأثر في انتصار الحلفاء في الحرب العامة، فإنه حفظ لهم طريق الهند، واستراليا، اللتين كانت ترد منهما الجيوش بكثرة هائلة.

253 - وكان الحسين يفعل ذلك لاطفاء ما كان في نفسه من نار العداوة المتأججة على الأتراك، ويبتغى إرضاء الانكليز الذين منُّوه الأماني الكاذبة، وخدعوه بإمبراطورية عربية يكون حضرة الشريف على رأسها ملكا وخليفة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. وما لبثت أحلامه أن طلع عليها صبح الحقيقة، فتبددت وعجز أن يشفى غيظه من الإنكليز إذ خدعوه. فوجه نار حقده إلى ألد أعدائه وأعظم خصومه الإمام عبد العزيز، لأنه هو الأمير العربي الوحيد الذي كان يخافه لقوته وسطوته، والذي كان مع هذا الخوف يعتقد كفره لعقيدته السلفية التي كان الحسين يحاربها في الحجاز بكل ما استطاع، حتى منع دخول كتب شيخ الإسلام بن تيمية، وابن القيم ومؤلفات غيرهم من علماء السلف، الداعين إلى خلع الأوثان وإخلاص العبادة الله، وكان إذا سمع عن واحد من الحجازيين عنده كتاب من هذه الكتب زج به في غيابات سجن القبو، وقد فعل ذلك بالمرحوم الشيخ أبى بكر خوقير مؤلف فصل المقال، وإرشاد الضال في توسل الجهال، وولده الذي كان ضابطا بالجيش التركي حتى مات هذا الولد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015