انعقادها، بحسب قوة الاعتصام به وتمكنه"1.

وخلاصة ما تقدم: أن لمعرفة المبدأ والغاية والمصير أثراً هاماً حصول الطمأنينة في القلب من جهة تلبية الرغبة الفطرية لمعرفة ذلك على وجه يلائم الفطرة ولا يتعارض مع العقل.

كما أن سعي الإنسان وفق هذه المعرفة بتحقيق توحيد الألوهية بإخلاص العبودية لله، والاستسلام له في كل شؤون الحياة، من المقاصد والوسائل والغايات، عامل مؤثر في حصول السكينة وسلامة النفس من الصراع والتشتت والقلق.

وكل ذلك يجعل القلب غنياً بدينه مطمئناً به وإليه، بعيداً كل البعد عما يضاده من الأفكار والمبادئ الهدامة.

أثر التوكل على الله في طمأنينة القلب:

تقدمت الإشارة2 إلى أن الإنسان مفطور على الحاجة إلى ركن شديد يعتمد عليه، ويركن إليه، في حصول الخير الذي يصبو إليه، ويطمئن تحت حمايته من الأخطار الكثيرة التي تحيط به الظاهرة والباطنة.

وإلى هذه الحاجة يعود تدين جميع البشر على اختلاف شعوبهم وأديانهم، فكل طائفة اتخذت معبوداً تعتقد أنه مصدر للنفع لها ودافع الضر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015