وأكثرهم لا يعلمون"1.
إن عقيدة التوحيد التي منحت المسلم الرضى بالله رباً ومعبوداً عليه يتوكل وإليه ينيب، وفي فضله يطمع، ومن قوته يستمد، وله يتودد وإليه يحتكم، جعلت منه معتصماً بالله مهتدياً إلى صراطه المستقيم.
قال تعالى: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران:101] .
والاعتصام بالله بأفراده سبحانه بالعبودية والتوكل والدعاء والاستعانة، كما أنه يجلب للقلب الاستقرار الطمأنينة -كما تقدم- فهو أيضاً حصن منيع يحمي الله به العبد من الأخطار جميعاً الخارجية والداخلية، المادية والفكرية التي تستهدف إفساد دينه.
قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الحج:78] .
قال ابن القيم رحمه الله مبيناً ثمرة الاعتصام بالله: "هو الدافع عن العبد -والله يدافع عن الذين آمنوا- فيدفع عنه الشبهات والشهوات وكيد عدوه الظاهر والباطن، وشر نفسه ويدفع موجب أسباب الشر بعد