عنها، تستنصره إذا خافت وتفزع إليه في الشدائد، وأكثر الأمم قد ضلوا في تعيين المعبود الحق، أو أشركوا معه غيره.
ويرى فريق من علماء النفس أن مصدر الخوف ليس وجود المخاطر والمكروهات المحدقة بالإنسان، وإنما سببه هو الشعور بأنه ليس هناك وسيلة تضمن له عدم التعرض لأي خطر من الأخطار، أو ملاذ آمن يلوذ به الإنسان ويحتمي به من ضربات القدر المفاجئة1.
وعلل هؤلاء رأيهم بأن الطفل يتعلق بأمه لإشباع حاجته إلى الحماية حيث إنها تمثل -في نظر الطفل- الملجأ الحصين الذي يلبي حاجته إلى الطمأنينة والأمن والسلام2.
وإذا كبر ونما عقله وأدرك عجز والديه عن تلبية حاجاته إلى ذلك، انتابه الخوف والقلق لعدم ركونه إلى من يلبي ذلك.
وهذه حقيقة تصور حال الكافر الخائف الحيران الذي لا يرى في الوجود وسيلة تضمن له الأمن، ولا ملاذاً يحتمي به من المخاطر والشرور.
وبها تتبين أهمية التوكل على الله للمؤمن، ومدى أثرها البالغ في حصول الطمأنينة والسكينة في نفسه.
فالمسلم هداه الله إلى وسيلة تضمن له الأمن والهداية، هي الإيمان