يرضي أهواءهم المتنازعة المتشاكسة المتعارضة التي تمزق اتجاهاته وقواه! وعبد يملكه سيد واحد، وهو يعلم ما يطلبه، ويكلفه به، فهو مستريح مستقر على منهج واحد صريح ... {هَلْ يَسْتَوِيَان ِ مَثَلاً} إنهما لا يستويان، فالذي يخضع لسيد واحد ينعم براحة الاستقامة والمعرفة واليقين، وتجمع الطاقة ووحدة الاتجاه، ووضوح الطريق، والذي يخضع لسادة متشاكسين معذب مقلقل، لا يستقل على حال، ولا يرضي واحداً منهم، فضلاً على أن يرضي الجميع!.وهذا المثل يصور حقيقة التوحيد، وحقيقة الشرك في جميع الأحوال.
فالقلب المؤمن بحقيقة التوحيد هو القلب الذي يقطع الرحلة على هذه الأرض على هدى ... ولأنه يعرف مصدراً واحداً للحياة والقوة والرزق، ومصدراً واحداً للنفع والضر، ومصدراً واحداً للمنح والمنع، فتستقيم خطاه على هذا المصدر الواحد، يستمد منه وحده، ويعلق يديه بحبل واحد يشد عروته ويطمئن اتجاهه إلى هدف واحد لا يزوغ عنه بصره، ويخدم سيداً واحداً يعرف ماذا يرضيه فيفعل، وماذا يغضبه فيتقيه..وبذلك تتجمع طاقاته كذلك وتتوحد، فينتج بكل طاقته وجهده وهو ثابت القدمين على الأرض متطلع إلى إله واحد في السماء ... ويعقب على المثل الناطق الموحي بالحمد لله الذي اختار لعباده الراحة والأمن والطمأنينة والاستقامة والاستقرار، وهم مع ذلك ينحرفون