الحياة ... فتعرف من أين تبدأ؟ إلى أين تسير؟ وفي أي اتجاه تمضي؟

ولا يُشقِي الإنسان شيء مثل تناقض غاياته، وتباين اتجاهاته، وتضارب نزعاته ... فهو حيناً يشرق وحيناً يغرب، وتارة يتجه يميناً، وطوراً يتجه يساراً، ومرة يرضي هذا، فيغضب ذلك، وهو في كلا الحالين حائر بين رضى هذا، وغضب ذاك"1.

وقد أشار الله إلى هذا الأثر الذي يحدثه التوحيد في نفس الموحد من الاستقرار والطمأنينة، وضده من الشرك وما ينتج عنه من تشتت النفس واضطرابها.

فقال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر:29] .

ففي هذه الآية ضرب الله مثلاً للكافر الذي يعبد آلهة شتى، ويطيع جماعة من الشياطين، والمؤمن الذي لا يعبد إلا الله الواحد2.

وحول هذه الآية قال سيد قطب رحمه الله: "يضرب الله المثل للعبد الموحد والعبد المشرك بعبد يملكه شركاء يخاصم بعضهم بعضاً فيه، وهو بينهم موزع، ولكل منهم فيه توجيه، ولكل منهم عليه تكليف، وهو بينهم حائر لا يستقر على نهج، ولا يستقيم على طريق، ولا يملك أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015