3- موافقة تلك الأجوبة للفطرة.

فالعلم الذي قرره الإسلام يروي المطالب الفطرية، والتكاليف والشرائع تراعي الغرائز الفطرية، فالانسجام والتوافق في أعلى قممه بين الإسلام والفطرة الإنسانية، ولا عجب، فالإسلام هو الدين الذي شرعه خالق الإنسان.

قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [الروم:30] .

4- انسجام تلك الأجوبة مع العقل السليم.

فليس في شيء من تلك الأجوبة وتفاصيلها ما تستحيله العقول السليمة، بل إن التفكير السديد يدل على أنها متناسقة مع واقع الإنسان وما فُضل به من العقل والخلق، ويتجلى ذلك في ظهور التكريم للإنسان وتفضيله وتكليفه، ومؤاخذته في تفاصيل هذه المطالب، فالحكمة ظاهرة متناسقة.

فالعقل يدرك أن ما حصل من تكريم الله للإنسان من خلقه له بيده، وإسجاد الملائكة له، أنه يتناسب مع مكانة الإنسان ووظيفته التي كلفه بالقيام بها من الخلافة في الأرض وتحقيق العبودية.

كما أن العقل يقرر أن عبودية المخلوق لخالقه، والمتفضل عليه والذي يملكه ويدبره هي الحق المتعين، والخلافة في الأرض على منهجه هو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015