مدبر عليم حكيم خبير، فيزول عنه كابوس الخوف والقلق من المستقبل والمجهول الذي ينخر قلوب الكافرين الجاهلين بربهم، ومثال ذلك، {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [النحل:60] . لو أن ركاباً في سفينة تجري في البحر علموا أن قائد السفينة عاقل حليم ماهر عالم بأحوال البحار وأمواجه، له خبرة في معرفة الطريق والجهات، فإن هذا العلم يوجب لهم أمناً واطمئناناً وثقة به، بخلاف ما لو أدركوا أنه طائش أو جاهل بالقيادة أو بأحوال البحر، فإن ذلك يوجب لهم خوفاً وقلقاً يزيد كلما زاد علمهم بالأخطار.

ومن ذلك أن استشعار القلب لصفات معينة كالتي تدل عليها أسماء الله "الرحمن، الرحيم، المنعم، اللطيف، المنان، الودود، الكريم، الجواد، الغفور، العفو، التواب"، ونحوها.

وبعض الأخبار الواردة عن الله من أن الله واسع المغفرة، وأن يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، وأن رحمة الله قريب من المحسنين، وأن رحمته وسعت كل شيء، وشهود القلب لآثار هذه الصفات في الكون: كنزول المطر، وتجدد النعم وحصول البركات، والهداية، والأمن ... ونحوها، كل ذلك يوجب للقلب أثراً معيناً يتمثل في محبة المنعم ورجائه سبحانه، وتعلق القلب به، وتوكله عليه؛ وذلك يوجد فيه قدراً عظيماً من الطمأنينة؛ كما أن فقه القلب لمدلول تلك الصفات يجعله يحبها، ويتخلق بتلك المعاني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015