الحسنة التي يحبها، فيحرص أن يكون كريماً رحيماً عفواً ... الخ.

كما أن إدراك القلب لمعاني صفات أخرى كالتي تدل عليها أسماء الله "العزيز الجبار، المتكبر، القهار ... ونحوها"، والأخبار والواردة عنه سبحانه من أن أخذه أليم شديد، وأنه سريع العقاب، وفعال لما يريد، وأن بطشه شديد.. ونحوها، ومشاهدة آثار ذلك في الكون من حصول المصائب والكوارث والحروب، وذهاب الأمن ووقوع الفتن، والزلازل والبراكين.. ونحوها، فإن ذلك يحدث في القلب أثراً آخر من الخوف والخشية والتعظيم والمهابة.

وهذه الأعمال التي قامت بالقلب تؤثر في العواطف والإرادات نفوراً من الظلم والشر والمعاصي التي يمقتها الله، وتوجب سخطه وعقوبته، فيقوم في القلب نتيجة لذلك محبة ورجاء مستفادة من إدراك القلب لمعاني بعض الأسماء، وخوف ورهبة وتعظيم مستفاد من معرفة القلب لمجموعة أخرى من الأسماء، محبة تدفعه وخوف يمنعه، محبة تبعث فيه الرجاء وتدفعه إلى فعل الطاعات والمسارعة إلى الخيرات طلباً لرضوان المحبوب والقرب منه، وخوف يمنعه من كل ما يغضب الله خوفاً من بعده عن محبوبه والتعرض لسخطه وعقوبته.

ولذلك جمع الله بين الخوف والرجاء في سياق واحد في معرض مدحه لعباده المؤمنين، فقال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015