الغفلة عن آيات الله.

وبهذا يتبين أن الطمأنينة الحق هي طمأنينة القلب السليم، الذي عمر بالإيمان وتغذى من الوحي المطهر، وانصبغت عقائده وعواطفه وانفعالاته وإراداته بالعلوم المستقاة منه، وكلما زاد الإيمان، زادت الطمأنينة واستغنى القلب وعظم انفكاكه وابتعاده عن أفكار الجاهلية وأعمالها.

الإيمان ... والطمأنينة:

والمقصود بهذا العنوان بيان أن الإيمان بمختلف شعبه يحقق للقلب ما يصبو إليه ويتشوق لتحصيله من المعلومات والمحبوبات، والتي تُوجِد به الخير والصلاح، وتعمل على ثباته وقوته واستقراره.

ومن أجل بيان هذا المطلب المهم ينبغي معرفة ما يحتاج إليه الإنسان السوي، ويتطلع إلى حصوله من الأمور التي فطر على الحاجة إليها، أو التي يوحي له عقله بالبحث عنها لتحقيق السعادة والأمن، ثم معرفة دور الإيمان في تلبية تلك الحاجات، وسكون النفس وطمأنينة القلب بذلك، فالإنسان مفطور على أن له خالقاً أوجده ويملكه ويدبره، فهو بأشد الشوق إلى معرفة: خالقة، ومبدأ خلقه، والغرض الذي من أجله أوجده، ودوره ووظيفته التي يقوم بها، ثم مصيره ومنتهاه، وهو بحاجة إلى ركن شديد يعتمد عليه، ويركن إليه في حصول الخير الذي يصبو إليه، ويطمئن تحت حمايته من الأخطار الكثيرة التي تحيط به أو التي يتوقعها، ويستعينه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015