التي يجدها مرضى القلوب، وأنها ليست ناتجة عن منفعة حقيقية، وصلاح في القلب وزوال لمرضه، وإنما هي راحة مؤقتة مع بقاء أصل المرض الذي كدر القلب، فالقلب في الحقيقة قلق مضطرب منكود، فقال: "والتحقيق أن الحسد هو البغض والكراهة لما يراه من حسن حال المحسود وهو نوعان:
أحدهما: كراهة للنعمة عليه مطلقاً، فهذا هو الحسد المذموم، وإذا أبغض ذلك فإنه يتألم ويتأذى بوجود ما يبغضه، فيكون ذلك مرضاً في قلبه، ويلتذ بزوال النعمة عنه، وإن لم يحصل له نفع بزوالها، لكن نفعه زوال الألم الذي كان في نفسه ... وهو راحة، وأشده كالمريض الذي عولج بما يسكن وجعه والمرض باق" 1.
وقد بين الله في كتابه حال بعض من يطمئنون بغير ذكر الله، وأن سبب ذلك مرض في قلوبهم، نتج عنه ذلك الاطمئنان المنحرف، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يونس:7، 8] فبين سبحانه أن رضوانهم بالحياة الدنيا واطمئنانهم بها ناتج عن مرض الكفر بالله وبلقائه سبحانه، وأن ذلك كله مترتب على مرض الجهل الحاصل من