كل اعتداء، ومن كل ضرر ومن كل شر إلا بما شاء مع الرضى بالابتلاء والصبر على البلاء، وتطمئن برحمته في الهداية والرزق والستر في الدنيا والآخرة: {أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} وذلك الاطمئنان في قلوب المؤمنين حقيقة عميقة يعرفها الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم، فاتصلت بالله، يعرفونها، ولا يملكون بالكلمات أن ينقلوها إلى الآخرين الذين لم يعرفوها، لأنها لا تنقل بالكلمات، إنما تسري في القلب فيستروحها ويهش لها ويندى بها ويستريح إليها، ويستشعر الطمأنينة والسلام" 1.
وقد يقال: إذا كانت القلوب لا تطمئن إلا بذكر الله، فكيف نجد من يطمئن بغير ذلك من اللهو والمعاصي، وغير ذلك مما هو مخالف لذكر الله؟!
فالجواب: إن طمأنينة من يتعاطى ذلك غير صحيّة، فهي راحة كاذبة لموافقتها ما قام في قلوبهم من الشر والمرض، فيشعر بنشوة وراحة لذلك، لكنها راحة مؤقتة لا تلبث أن تنقشع عن نار محرقة في القلب، لذلك يغلب على هؤلاء إدمان اللهو واللعب والمرح، أو المسكرات والمخدرات هرباً من مجابهة ما يثور في قلوبهم من النكد والضيق إذا فتر اللهو.
وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى هذا النوع من الراحة