فهو نور البصائر من العمى، كما هو شفاء الصدور من الجهل والشك، ومحال أن تتنور البصائر بما يخالف صريح العقل؛ فإن ما يخالف العقل موجب الظلمة.
وأخبر سبحانه أنه برهان فقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) (?). ومحال أن يكون ما يخالف صريح العقل برهاناً.
وأخبر سبحانه أنه علم كما قال: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) (?). وما يخالف العقل الصريح لا يكون علماً.
وأخبر أنه حق، والعقل الصريح لا يخالف الحق فقال تعالى: (الم، اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) (?).
وقال: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) (?).
وقال: (لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (?).
وقال: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ) (?).
وحينئذ فكونه حقاً يدل على أن ما خلافه مما يسمى معقول باطل، فإن كان ما خالفه حقاً لزم أن يكون باطلاً، وإن كان هو الحق فما خلافه باطل قطعاً.
وأخبر أنه آيات بينات، وما يخالف صريح العقل لا يكون كذلك.
وأخبر أنه أحسن القصص وأحسن الحديث، ولو خالف صريح العقل لكان موصوفاً بضد ذلك.
وأخبر أنه أصدق الكلام فقال: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) (?) (وَمَنْ