غيرُ زَلَلِه، ولا يمنعُه من الإحسان غيرُ أملِه. فيا سعادةَ مَن كان عملُه الصالح كثيرًا، وزللُه يسيرًا، وأملُه قصيرًا! ويا شقاوةَ مَن كان عملُه الصالح منزورًا، وزللُه كثيرًا، وأملُه يَعِدُه ويُمنِّيه زُورًا وغرورًا. فاغتنِمُوا صلاحَ العمل قبلَ مفاجأة الأجل (?).
عبادَ الله، إنَّ أمامكم أوجالًا، وأهوالًا، وعواقِبَ طِوالاً، وحسابًا وسؤالًا، وسلاسلَ وأغلالًا، وولولةً وثبورًا انظروا مَن كان قبلكم من الملوك وأُممها، في عربها وعجمها، في شرق الأرض وغربها، ممن سمعتم أو رأيتم أو جهلتم، كانوا أكثرَ منكم أموالًا وأولادًا، وأشدَّ قوةً وأجنادًا، و [أقوى] (?) هممًا وأجسادًا. استأصَلَهم قابضُ الأرواح، ومعطِّلُ الأشباح، ومُسْقِمُ الصحاح، ومُثيرُ النِّياح، فأودَعَهم قبورًا. فتلك ديارُهم خاوية، ومآثرُهم عافية، وعظامُهم بالية. خانتهم آمالُهم، فدهمتْهم آجالُهم، فلقيتْهم أعمالُهم، وما لكم من مآلٍ إلا مآلهم.
انظروا فيمن عرفتم تجدوا فيهم كثيرًا قد ملكوا، وقد غادروا لكم الدنيا